الخميس، 10 فبراير 2011

الإخوان المسلمون وحقيقة تواجدهم بالشارع المصري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أثبتت الأيام المتتالية والأحداث الجارية بما لا يدع مجال للشك في أن مصر كقاعدة شعبية ليست بالإخوانية  بالضرورة كما صور لنا النظام وكما كان يسعى في إثبات ذلك للداخل والخارج ولم أرى الإخوان كمركز قوى ينفع لان يكون فزاعة اللهم إن كان من صنع حكومة أرادت أن يكون فزاعة خوف وترهيب إن كانت مصر من غير النظام الحالي ، إنني لمست ذلك منذ أول أيام الثورة والدور الذي قامت به الجماعة وعدم مقدرتها على قيادة الأمور كما كان متخيلا ً  لها من صورة كبيرة في أذهان الشعب داخليا ً وفى أذهان العالم بأسره خارجيا ً  بل لا أخفى سرا ً إن بعضا ً من أصدقائي المسيحيين لم يخفوا دهشتهم من مقدار وحجم الجماعة في مثل هذا الظرف التي لم تمر به مصر حاليا ً من قبل ذلك فها هي الجماعة تظهر بحجمها الطبيعي دون رتوش كجماعة متواجدة بالفعل على ارض الواقع ولكن ليس بالكم والكيف الذي كان يحاول النظام تصويره لنا جميعا ً داخليا ً وخارجيا ً ها هي الجماعة على أرض الواقع تظهر كفصيل مصري  متواجد نعم ولكن ليس بكل ذلك الزخم الذي كانوا يصورونه لنا  فشعب مصر أثبت بما لا يدع مجالا ً للشك انه يتمتع بكافة الأطياف والمرجعيات السياسية وغير السياسية والنتيجة النهائية انه شعب طيب مسالم يعشق الحياة والتعايش السلمي فلا نستطيع بعد ذلك إنكار وجود الإخوان المسلمين كقوة على الأرض لبعض أطياف الشعب المصري  ولا بد لهم أن لا يكونوا محظورين بعد 25 يناير خاصة بعد أن جلست معهم الدولة ممثلة في نائب الرئيس على طاولة واحدة وهذا اعتراف لم يكن لأحد أن يتخيله ولا يفكر فيه على اي مستوى رسمي كان ، أضحت الحقيقة التي لابد أن يقتنع بها ذي كل بصيرة الآن إن الإخوان المسلمين متواجدين نعم ولكن لا يمثلوا غالبية أطياف الشعب المصري وغير مؤثرين بالدرجة التي كان يتم التسويق بها لهم وما مكاسبهم السابقة سوى مجموعة من كبت مكتوم ضد النظام ومن حكمة تقول عدو عدوى هو صديقي وكذلك أرى إيجابية بهذا الموضوع وهو ما سبق وان أشرت إليه وهو الإخوة المسيحيون اشعر الآن بان لديهم ارتياحية ما تجاه الإخوان ومدى تواجدهم الفعلي على ارض الواقع  في الحقيقة كنت أخاف على مصر خوفا ً فوق الواقعي يوم 4/2 لأنني كنت بالفعل أتخوف من أجندات من هنا أو هناك حتى إنني لم انزل في هذا اليوم خوفا ً من الفتنة المتوقعة من هنا أو من هناك ومرة أخرى تثبت لي مصر إنها اكبر من الفتن واكبر من المحن وان الله سبحانه وتعالى يحرسها ويؤمنها صراحة فلم يحدث ما يعكر به صفو المجتمع وخابت ظنوني والحمد لله رب العالمين فلم نجد طيلة 15 يوم هو عمر الثورة المباركة طوبة قذفت على كنيسة أو جامع رغم حالات الانفلات والنهب والسلب ذكر لي احد أصدقائي ممن يقطنون ناحية العباسية بجانب الكاتدرائية الأرثوذوكسية انه وشباب الحي كانوا يقومون بحراسة منازلهم وحراسة الكاتدرائية جنبا ً إلى جنب وبرغم إن غالبيتهم من المسلمين فلم يختلفوا بان من واجبهم تامين المنازل ودور العبادة لأنها تخصهم جميعا ً لم أجد من الإخوان من ينتفض على الكنائس لهدمها أو حتى سلبها بحثا ً عن أسلحة كما كانوا يزعمون ويروجون لم أجد المسيحي يحمى بيته فقد بل يحمى أيضا ً منازل إخوته المسلمين رأيت في هذه الأيام كل قوى المصريين وفصائلهم ولم أجد فصيل أو قوى ما اكبر من غيرها أو تؤثر دون غيرها على الشارع فاغلبنا وأنا منهم غير مسياسين ولا ننضم تحت اي لواء أو راية إخوانية كانت أو ناصرية ، شيوعية كانت أو ليبرالية لم أجد في هذه الأيام سوى مصريين شباب ينتفض في ثورة عارمة لنيل الحرية وأغلبية صامتة خوفا ً وترهيبا ً من مستقبل ملبد بالغيوم رأيت نظاما ً نجح على مدار 30 عام وقبله 24 نجحوا في أن يقضوا على شعب باكملة ويجعلونه لا يعيش ولا يفكر إلا في لقمة العيش و محاولة تأمينها للأولاد والعيش في أمان كاذب وان هينت الكرامة واسلب منه الحرية ، رأيت مظاهرات تـأييد خرجت من اجل النظام إما مدفوعة من الوزارات المختلفة كالبترول وغيرها وإما بدافع اللهفة على لقمة العيش التي تأخرت عن موعدها خاصة إن غالبية المصريين لا يوجد لديهم ما يدخرونه من غدر الزمان أو لأوقات عصيبة كهذه فلم يخرج احد حبا ً في النظام بشخصه وفكرة وأسسه  كما حاول إظهار ذلك إعلام مغيب واهن ليس لدية حرفية أو مجرد حرية في أظهار الحقائق مجردة ، بل خرج خوفا وطمعا وترهيبا وتخويفا ً حتى خرجوا خوفا ً على مصر من اثر غسيل المخ الذي قام به جهاز الإعلام الحكومي والذي سقط بجدارة والأيام القليلة القادمة ستجعل الناس يتفهمون حينما تتكشف الحقائق كما انكشفت ليلة الأربعاء الأسود حينما خرجت سُـلة من بلطجية النظام لتفريق اعتصام شباب مصر الحر الآبي  باؤامر مباشرة ممن لهم مصالح ولا يهمهم شباب هذا الوطن تخيلوا بخيالهم المريض إن هؤلاء الفتية قد يرهبون من البلطجية وينسحبون خوفا ً من الميدان ولكن لم يتفهموا للأسف الحقيقة إن هذا الشباب عقيدته الحرية وان البلطجية عقيدتها الأموال وشتان الفارق بين هذا وذاك ، وبالأخير رأيت إخوانجية صحيح ولكن ليس بما كان يصوره لي النظام السابق والقابع على قلوبنا.
اللهم انصر مصر وشباب الثورة
اللهم أيدنا من لدنك بالنصر والرحمة والمغفرة
تحيا مصر وتحيا الآمة وعاش شبابنا الحر الآبي.

ليست هناك تعليقات: