الخميس، 7 أبريل 2011

النخبة والإعلام وغيرهم يسرقون الثورة من شبابها


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ الأيام الأولي بعد ثورتنا المباركة وأنا استغرب كل هذا الزخم الغريب الذي سيطر على الإعلام المصري والعربي وهم يروجون لأناس بعينهم ويطلقون عليهم اسم النخبة المصرية سواء كانوا من المثقفين أو من الإخوان حتى من الخارجون من السجون قد احتفى بهم هذا الإعلام وروج لهم وفرضهم علينا فرضا ً ولما لا وأغلب القنوات قد اتفقت دون اتفاق على استضافة هؤلاء وهؤلاء فقد دون غيرهم كنموذج للنخبة المصرية يتحدثون باسمها وباسم المصريين دون أن تحاول أي قناة أو نافذة إعلامية استضافة أي من الشباب العادي المثقف هو الأخررغم عنهم.


واخذ هؤلاء النخبة نحت أنفسهم وفرضها على عقول المصريين بل أكثر من ذلك إنهم راحوا يتحدثون باسم مصر والمصريين وكان مصر خرجت من ولاية مبارك وحاشيته لتقع في ولاية النخبة والمثقفين من الملمعين إعلاميا ً وبعدما كنا نرى إسراء عبد الفتاح وزملاءها الذين وقفوا كشباب حقيقيين مع إخوانهم في ثورتنا فإذا بهم يتراجعون من اجل ظهور هؤلاء النخبة الذين لا اعلم من أين هبطوا علينا ولمصلحة من يعملون ظلوا كذلك والإعلام يساندهم بقصد أو بدون قصد لا اعلم ولكنى أثق تمام الثقة في نية وقصد بعضا ً من القنوات الخاصة والتي تعمل وفق أجندتها ومصلحتها ومصلحة ماليكيها في الترويج والتلميع لبعض هؤلاء المنعوتين بالنخبة المثقفة حتى جاء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية لكي نرى تلك النخبة توجهه المواطن توجيها ً برفضها تحت ذريعة إنهم وحدهم هم الفاهمون الواعون ولقد أتت عليهم لحظات شعروا أو أحسوا إن توجيهاتهم للشعب ستجد صدى ولما لا وهم أمامه في الأربع والعشرين ساعة على مدار اليوم من تلك القناة لهذه ومن هذه الجريدة لتلك  الوجوه لا تتغير والكلمات لا تتبدل.

ثم جاءت الطامة الكبرى بعد انتهاء يوم الاستفتاء وقبل إعلان النتيجة فبدءوا يملئون  الدنيا ضجيجا ً بان الإخوان قد قاموا بطباعة أوراق تدعوا الناخبين بالتصويت بنعم وإنهم قاموا بعمل يفط كبيرة ووضعها بالميادين من أجل الدين ومن اجل الإسلام ونسوا أو تناسوا معسكرا ً أخر حشد وجهز وصرف من اجل لا ، بل نسوا تماما ً إنهم كنخبة قاموا بما هو أفظع حيث نشروا إعلانات مدفوعة الأجر على بعض الصحف وفى صفحة كاملة تحث الناخب على قول لا بل واستعانوا بنجوم لها أرضيتها بالشارع العام هم هكذا تخيلوا !! هم نسوا هذا واخذوا بالضجيج من اجل ما فعله الإخوان ، مع اننى لا أرى ما يمنع هؤلاء أو أولئك من استخدام اى وجهة نظر والترويج لها ولكنهم هم سمحوا لأنفسهم ومنعوا الآخرين ، ثم جاءت النتيجة التي أحسست من خلال ردود أفعالهم العلنية على الشاشات إنها صارعه لهم نعم هم كانوا يتوقعون فوز الاستفتاء بنعم ولكن بنسبة 55 او 60 % على أقصى تقدير لهم فإذا بالنتيجة تأتى بـ 77%  ، فإذا بهم بدلا ً من الضجيج اخذوا يملئون الدنيا صراخا ً ونوحا ً على الشعب الذي لم يتعلم الديمقراطية بعد أ فُ ُ لكم.

ألم تكن هذه وجهة نظر النظام السابق ، ألم يكن هذا هو منطق النظام إن الشعب المصري صغير ويحتاج دوما ً لمن يقول له افعل ولا تفعل ، تصور هؤلاء إن الذين صوتوا بنعم هم جميعا ً لا يفقهون شيء بمجرد إعلان الإخوان وبعض السلفية عن مباركتهم لنعم فكل أطياف الشعب قالت نعم ، لا ليس كذلك أيها النخبة وأيها المثقفين ، ليس هكذا تورد الآبل فمهلا ً أنتم تسيئون لنا كشعب واعي ومدرك وتسيئون لنا كشباب استطاع أن يغير الخريطة رغم انف النظام ورغم انف الأمريكان شعب أراد ففعل شعبا ً ظل متمسكا ً بمطالبة حينما كنتم تفاوضون وتداهنون ، والله ثم والله لو كان لهذه الثورة قيادة لكانت سلمت ورضخت أمام اغرءات النظام لو كان الأمر لكم لكنتم فاوضتم باسمنا وبعتم الثورة بابخس الأثمان ولكنها ثورتنا فلا تسرقوها.


تقولون وتروجون إنكم النخبة العالمون ببواطن الأمور ، وأنتم أكثر منا وعيا ً وإدراكا ً ومعرفة ً هيهات هيهات ، أنتم لا تعرفون شيء ، فهناك غير الإخوان والسلفيين أيها النخبة الواعية قطاعات عريضة من الشعب تريد الاستقرار ولديها ثقة في العسكر وفى رجال العسكر ، هناك فئات كثيرة لا علاقة لها بالإخوان تريد استقرار تستطيع من خلاله العودة للعمل وعودة العمل لهم.

لا يخفي على احد القطاع العريض الذي يمثله قطاع كالسياحة ، هذه الفئة من الشعب على سبيل المثال لهم مصلحة في استقرار البلد وليس هدفهم ولا غايتهم المادة الثانية ، ولكن مصلحتهم في الاستقرار ، هناك القرويون الذين يهمهم عودة الأمن والأمان ليستطيعون نقل بضائعهم من مدينة إلي أخرى ، فكيف لكم تقولون وتسفهون الأمر على انه تلبية دعوة للإخوان والسلفيين وان ما حدث انتصار للفوضى وعودة وانقلاب علي الثورة.

إنني أستغرب موقف الإعلام سواء الخاص أو العام أو العربي المهتم بالشأن المصري حيث الوجوه لا تتغير والنخبة تظل علي موقفها انتخابات رئاسية أولا ً لماذا أيها السادة لان الانتخابات التشريعية ستفرز إخوان ووطني وهذا لا يرضي البعض منكم لأنه يريد ركب موجة الثورة وسرقتها.
كنت استطيع أن أتفهم إن تنفقوا وقتكم في مطالبة المجلس العسكري بوجوب العودة للقائمة النسبية في الانتخابات ، كنت استطيع أن أتفهم أن تحاولوا توعية الشعب بالا يصوت إلا لمن يلتمس فيه الخير للأمة ، أما إنكم جميعا ً تتكاتفون للضرب في بعضكم البعض وبعض من فئات المجتمع وتحاولوا عن قصد أو دون قصد لا اعلم لان النوايا لا يعلمها إلا الله ، أن تكون هناك فتنة بين قطبي الأمة وعنصريها، هذا استغربه صراحة.

فكيف للنخبة المثقفة التي تتحدث باسم المصريين أن تكون هي نفسها من يشعل الفتنه بين قطبي الأمة ؟  كيف ذلك بالله عليكم ؟!!  إن بحديثكم المستمر بهذه اللغة تشعلون نار الفتة وانتم لا تشعرون أو ربما تشعرون والله أعلم بكم ، ولكن هل صحيح إننا لا ندرك ولا نعي ، هل صحيح أن الشعب وشباب الأمة ما زالوا لا يعرفون الطريق ربما !!، ولكن ثقوا فينا ولو قليلا ً احترموا اختيارنا أليست هذه هي الديمقراطية.

كنتم تطالبون بمجلس رئاسي مدني يتكون من 2 مدنيين وعسكري واحد طيب بالله عليكم من هو الذي سيختار هذا المجلس ويباركه هل هو أنتم أم الشعب ؟؟؟ ،
كنتم تطالبون بتشكيل لجنة تضع دستورا ً جديدا ً قبل الانتخابات التشريعية ،
وأقول لكم كيف ستتشكل تلك اللجنة هل سيعينها المجلس العسكري بمباركة منكم وبعد الرجوع لكم ؟؟
أم بانتخاب تلك اللجنة انتخاب مباشر من الشعب ؟؟؟ وهل إذا عينها المجلس العسكري ستحظى بمباركتكم أنتم فقد وان كان !! فمن أعطاكم وأعطاهم هذا الحق !!! وهل إذا تم انتخابها عن طريق الشعب فمن أين لكم أن تدركوا كيفية اختيار الشعب لهذه اللجنة  وما مدى تقبلكم لتلك الاختيارات وهل وقتها ستدعون لإلغاء النتيجة إن هي جاءت علي غير هواكم وما تطمحون به ، هل ستدعون لالغاء النتيجة لان الشعب أساء الاختيار ولم يؤتى بمن هم على هواكم.



أيها السادة لقد سئمنا منكم ومن حديثكم بدلا ً عنا وتمثيلكم لنا دون رضانا ، برغم أن الإعلام والآلة الإعلامية هي التي فرضتكم و أعطتكم فرصة الحديث باسم الشعب وفرصة النواح والبكاء على مطالب الشعب وعلى مطالب الثورة  أقول لكم ولهم كونوا موضوعيين ولو قليلا ً أصغوا لنا أنزلوا من أبراجكم الإعلامية ولو قليلا ً أذهبوا للعشوائيات  أذهبوا للقرى وللنجوع وتعرفوا على قدركم ومقداركم.

اعترفوا إننا نعيش أزمة أخلاق حقيقية في الشارع المصري نعاني منها جميعا ً بلا استثناء وكل ُ علي قدر ثقافته وتعليمه وظروف وطبيعة نشأته أبحثوا عن علاج يداوي ثلاثون عام واكثر من انهيار الأخلاق وضياع التقاليد والأعراف التي كانت من شيمنا وصفاتنا نحن المصريون ، أن كانت مصر همكم فعلا ً والمصريين هم شغلكم الشاغل فعليكم بالإصلاح الفعلي بالشارع وعن طريق التثقيف والتأهيل وتبيان الأمور والحقائق دون غرض او هدف أو مصلحة ومن دون تسفيه لهذا أو لذاك دونما انتقاص وتخويف وترويع من الإسلام والمسلمين من المسيحية والمسيحيين ولا تنسوا ولا تتناسوا أن الشعب المصري بعنصريه متدين مؤمن بطبيعته دون غلو أو إسراف أو تطرف، أعلموا إنما الغلو هنا وهناك هو صنيعتكم أنتم ومسؤوليتكم أنتم وعن طريق ما تبثونه لنا ليلا ً ونهارا ً.

لا أعرف صراحة هل لابد لنا جميعا ً أن نكون من خريجي الجامعة الأمريكية  أو أساتذة اقتصاد أو مهندسين أو جماعات من ذوى أللحي أو من أصحاب الياقات البيضاء كي تنظروا لنا وينظر معكم إعلامكم الذي يدعمكم من أجل أغراض سيكشف عنها الزمن ، أنتم لا تفرقون كثيرا ً عن النظام السابق في نظرة الاستعلاء التي تنظرون بها لنا نحن الشعب، أنتم لا تفرقون كثيرا ً عن إذناب وفلول النظام السابق في نهجكم الذي يحاول غسيل عقولنا وفرض أمور ترونها في صالح البلد وليس في صالح أهل البلد فليس شرطا ً أن نراها نحن كذلك.

لا أتحدث هنا باسم الشعب المصري بل أتحدث باسم قطاع عريض من الشباب المهمش والذي كان هو وحدة وقود الثورة وليس أنتم .... الإخوان فصيل منظم وله من الموارد ما يستطيع أن يدافع به عن نفسه جيدا ً وتاريخه معروف وقاعدته وشعبيته معروفه ، وأنتم لكم من الموارد أيضا ً ما هو معروف وما هو غير معروف لتدعموا وجهات نظركم ويدعمكم في ذلك الإعلام والسلفيون أيضا ً لهم من الموارد ما هو كذلك وأيضا ً بعض القوى المسيحية ، ولكن نحن !!!!!
نحن الأغلبية الصامتة او المفروض عليها الصمت لماذا جميعكم تتحدثون بأسمائنا وتنصبون أنفسكم متحدثا ً رسميا ً عنا من أعطاكم هذا الحق ومن من أخذتموه ، إن الديمقراطية الحقيقية أن نتقبل رأى الأغلبية مهما كان ، لأنها فرصتنا الحقيقية في قول ما نريد، أنتم جميعا ً تملكون كل أساليب الدعاية ونحن فقد من يملك حق الاختيار فهل نجد لديكم جميعا ً نخبة وإعلام وإخوان وليبراليين وغيرهم كثيرون  من يرضى بحكم الشعب أتمنى ذلك.

مواطن مصري بسيط
______

حاول ان تشاركنا هذا الحلم علي صفحتنا بالفيس بوك

ليست هناك تعليقات: