الأربعاء، 19 يناير 2011

مصر لن تورث ك سورية ولا تثور مثل تونس .. لماذا؟؟

الاحبة فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا) [الإسراء-80]

فى الحقيقة تتسارع الاحداث من حولنا وتدخل المنطقة فى عدة تغيرات كبيرة وجسيمة كانت ذروته ما حدث فى الشقيقة تونس الحبيبة ومن شعبها وشبابها الحر المناضل الذى خرج ليعبر عن غضبه مما يحدث فى بلاده فاذا بالظروف تساعده وينقلب الغضب لثورة عارمة يحاول معها النظام بشتىء الطرق لكى يقمعها كما تعود من قبل ولكنه لم يستطيع واخذ النظام الجاسم على صدر الشعب الطاعن فى الكبر والشيخوخة أن يتهاوى بسرعة لم يتوقعها اكثر الناس تفاولا ً ولا حتى القائمين على امر انتفاضة الغضب من اطياف الشعب المختلفة فحدث ما حدث والملعب الان يتم تهيئته لكى يحافظ الغرب على ما لديه من مكاسب فى بلد مثل تونس وأنى اسئل الله ان يحافظ الشعب على مكاسبه التى وهبها الله سبحانه وتعالى له بعد عذاب وقمع السنين الطوال ....
كانت تلك مقدمة لابد منها كى اتكلم عن الشأن المصرى وموقعه من الاحداث السارية الان.
التوريث وإستحالته
فى الحقيقة أن هناك طبقة معينه من ابناء بلادى ومعها نخب غربيه وعربيه تراهن وتسوق للتوريث الجمهورى لكى يتم توريث الحكم لنجل الرئيس مبارك .. وأننى من هنا أقول ابدا ً لم ولن تورث مصر مثلما حدث فى النسخة السورية لحكم الطواغيت العرب ، فالامر جدا ً مختلف وهناك نـُـخب نائمة لا تريد ان تظهر بالصورة أو لديها ولاء لرجل من العسكر خاض حروبا ً ولا يدخل بالبلاد فى مهاترات خارجية وهذه النـُخب هى التى نعول عليها فى عدم توريث الحكم ففى أعتقادى إن لها سيناريوهات مـُعده باحكام للسيطرة على الامر فى حالة خلو منصب الرئاسة لاى سبب من الاسباب كان ... كما أن الوريث لا يحظى باى شكل من أشكال الدعم الشعبى الا من بعض فلول المنتفعين وهؤلاء امرهم بسيط وابسط مما يتخيل كثيرون لانهم لن يدافعوا عن شىء هم اصلا ً غير مقتنعين به وسرعان ما سيبدلون اقنعتهم ليقفوا مع القادم الجديد وسيتغير جلد هؤلاء سريعا ً لمصلحة من يسيطر على دفة الحكم والذى اراه غالبا سيكون من العسكر ولو لمدة انتقالية وهذا عامة يروق للشعب المصرى الذى يكن احتراما كبيرا ً للجيش ومؤسساته ... النظام يتخيل إنه لا يوجد بديل له جاهز ومستعد لقيادة الوطن وذلك لعدم اعطاء الفرصة لظهور قيادات ولكن هذا وهم فالبديل متواجد وله شعبية ايضا ً من رجال محترمين يحملون هم الوطن والمواطنين والامثله كثيرة ... هذا بالنسبة لامر التوريث .. فاعيد أنه لم ولن يتم التوريث باذن الله رب العالمين

أما بالنسبة لامكانية قيام ثورة شامله كتلك التى حدثت بتونس

فاعتقد أنه من الصعب حدوثها فى هذا التوقيت وهذا لا ينفى المحاولات لاحداثها ولكن توجد صعوبة فى كيفيتها
والاسباب التى تؤدى لذلك كى يعلم القارىء وخاصة غير المصريين تتلخص فى الآتى:-
1- وهو من اهم الاسباب الشعب المصرى بطبيعته شعب عاطفى متواكل على الله سبحانه وتعالى متواكل وليس متكل اى اقصد أنه ينتظر غياب الرئيس إما بالموت او التنحى ويدعمه فى ذلك كبر السن ( الرئيس 82 عام ) فهو بذلك يعول على القدر ولا يسعى لانتفاضة حقيقية من أجل التغيير وهنا الكلام عن اغلبية مهمشة وغير مكترثه لما يحدث للبلاد وجل همها هو لقمة العيش.
2- الخوف فقد نجح النظام وما قبله من أنظمة بوليسية مستبدة فى طمث أهم ما يميز المصريين من شهامة ونخوة فتحول الاغلبية لكائنات خائفة تعيش من أجل العيش فقد وليس لها أمل آخر فى الحياة شعب نجح من حكموه فى تحويلة لشعب مستأنس يعيش من أجل لقمة العيش فهم يدبورا له المشاكل التى ينشغل فيها عنهم وقد نجحوا فى ذلك ومن يشذ فهم اساتذه فى التعذيب وغسيل المخ.
3- حرفية العمل من النخبة الحاكمة فبمجرد ما حدث فى تونس كنا نسمع كلام عن غلوا الاسعار وان هناك زيادات قادمة لا شك ولكن كل هذا تراجع الان واصبح الهدف هو ارضاء المواطن ومحاولة خفت صوت الثورة من عقله وقلبه فاغلب العنواين الكبرى التى تصدر عن الحكومه الان هى فى خدمة المواطن وللتخفيف من معاناته.
4- الحكم فى مصر يعطى هامش من الحرية وذلك ليس حبا ً فى الشعب بقدر ما هو حرفية كبيرة منهم فى التعامل مع هذا الشعب فاى غضب لاى نخبة يستطيعوا أن يعبروا عنه ولو بالتظاهر وسب النظام والقائمين عليه بل يتركون لهم حرية التعبير عن ذلك فى الصحافة المستقله ومن خلال الاعلام أيضا ً بل هناك من وجهة نظرى صحفيين مأجورين محترفين فى الهجوم على الحكومة أمام الشعب وهم مداهنون فى الكواليس تحركهم اصابع ذكية تعلم جيدا ً كيف ومتى تحركهم لخدمة النظام حتى ولو بالهجوم عليه
5- قطبى الامة واقصد هنا مسلمى ومسيحى مصر فمصر ليس وطن يخلو على المسلمين دون غيرهم أو يخلوا على المسيحين دون غيرهم وهنا يحترف النظام اللعب على هذا الوتر الحساس فهو من جهه يقبض على بعض حقوق المسيحين ومن جهة آخرى يقبض على عناصر إسلامية لا يريد لها البزوغ أو الظهور كى لا يلوح إسلام معتدل يستطيع أن يقنع الداخل والخارج ايضا ً فنسيج الامه المصرية المصنوع من مسلم ومسيحى نسيج لابد وأن يشعر فيه الجميع بالظلم الواحد والمهانه الواحده وقد نجح النظام وما قبله من تغير قبلة المسيحين بالذات من قبلة الوطن لقبلة الكنيسة وبدلا ً ان يكونا من شعب مصر اصبحوا شعب الكنيسة وهذه من افظع ما فعل النظام ومن افظع ما ورثه من الانظمة التى سبقته فلابد ان تكون مصر لكل المصريين دون تمييز وان التغيير من حق مصر ولن يطول فئة دون غيرها فلا يستطيع عاقل نكران ان المسيحين يخافون من التغيير وقدوم مجهول يجور على باقى حقوقهم لقد صنع نظام الحكم من الاسلاميين عفاريت وجزاريين كى يخوف به الداخل والخارج ساعده فى ذلك بعض من ضيقى الاُفق من مدعى الاسلام وهو منهم برىء . والنماذج التى اقصدها كثيرة ولا اريد أن اطيل وتعدد الاسباب فى الحقيقة وأحببت أن انشرها لكم قبل يوم 25 يناير وهو يوم تم الاتفاق عليه لكى يكون بداية الشرارة لشبه ثورة تنطلق على أرض النيل يوم لا أعتقد إنه سيفيد بقدر ما ألمس فيه خوف حقيقى من القوة الامنية المفرطة التى تستعد له سرا ً فلا يكاد تخلوا منطقة او حى الان إلا وتجد فيه تواجد أمنى مكثف أستعدادا ً لهذا اليوم الذى أتمنى أن ننجح فى إيصال الرساله من خلاله وأن يعود النظام لصوابه قبل ان تنفرط من يده تلك الحالة المخملية التى يعيشها الشعب الذى صبر وصمت ومرض وتخشب ولكنه ابدا ً لن يموت
وبالاخير أحب أن اضع جزء من مقال استاذى الكبير المفكر فهمى هويدى الذى كتبه تحت عنوان المحتل الوطنى وتم نشره بجريدة الشروق بتاريخ 13 - يناير ويكتب فيه الاستاذ بعد التعليق على الحالة التونسيه ما يلى:-

حين تطلق السلطة النار على جماهيرها يكون النظام قد أدرك أنه يخوض معركته الأخيرة. وحين تتواصل مظاهرات الغضب لأكثر من ثلاثة أسابيع فمعناه أن المجتمع فاض به الكيل وأنه لم يعد يتوقع خيرا من النظام القائم ويتوق إلى بديل عنه. وحين تنتقل مظاهر الغضب من مدينة إلى أخرى فمعناه أن البلد كله يواجه أزمة وليس فئة بذاتها.

ما الذى يمكن أن يحدث؟ فى النظم المستبدة التى يتم فيها احتكار السلطة وتظل شرعية النظام مستندة إلى قبضة الأمن وليس إلى رضا الناس، فإن المستقبل يبدو معتما وتظل البدائل فى علم الغيب، ومن ثم تصبح كل الخيارات مطروحة باستثناء خيار واحد هو: الانتقال السلمى للسلطة.

يسرى ذلك على تونس كما يسرى على غيرها من الدول، التى تعانى من قبضة المحتل الوطنى، الذى تبين أنه أسوأ من المحتل الأجنبى.

 
هذا ما قاله كاتب مصرى وهذا ما فهمته منه كمصرى ولننتظر امر الله فنحن راضين بما يقسمه لنا
هذا واسئل الله العزيز الحكيم أن يحفظ أمتنا هذه وأن يدلنا على طريق الرشاد
اللهم وحِّد شملنا.. ووحد كلمتنا.. ووحد صفنا.. واهدِ ولاة أمورنا.. وأصلح ذات بيننا..
نسألك يا رحمن يا رحيم أن تؤلف بين قلوبنا وتبدل همنا إلى فرج.. وخصامنا إلى وحدةٍ وتعاضد...
ولا تكلنا يا الله إلى أنفسنا طرفة عيـن
وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

الفقير لله راجى عفوة ورضاه
مصــ مـُـسلم شديد ـــراوى

ليست هناك تعليقات: